لفت السيد عمار الحكيم، إلى أنّ "العراق تعرّض خلال تاريخنا الحديث إلى أبشع وأسوأ الأجندات والمخطّطات الداخليّة والخارجيّة، بهدف تفكيك اللحمة المجتمعيّة وتقسيم البلاد جغرافيًّا وعرقيًّا ومذهبيًّا، ولكن أبناء شعبنا خرجوا من كلّ تلك البلايا والمحن والامتحانات مرفوعي الرأس، منتصرين، ظافرين واثقين".
وأشار، خلال كلمته في تجمع جماهيري بمناسبة شهر محرم وسط العاصمة بغداد، إلى أنّ "العالم يتغيّر والمنطقة تتغيّر والظروف باتت ملائمة لإحداث التغيير الإيجابي في عراقنا"، مؤكّدًا "ضرورة أن نستثمر هذه الأجواء، فيجدر أن يعيد الجميع حساباتهم في إعادة تقييم الواقع وصياغة مشهد جديد للحياة". ودعا إلى "التجديد معًا، الأفكار والخطاب والأساليب والأدوات، ولنخلق معًا ومن دون استثناء أجواء جديدة لنهضة جديدة ودولة جديدة ومستقبل واعد وزاهر".
وركّز الحكيم على أنّ "منذ أحداث تشرين عام 2019، كان لنا موقفٌ واضحٌ، وقلنا حينها إنّ المشهد السياسي في العراق يعاني من انسداد حقيقي، وأنّنا بأمسّ الحاجة إلى تغيير فاعل يلمسه الشارع العراقي بفئاته المتعدّدة، وعلى غرار ذلك تشكّلت حكومة مصطفى الكاظمي لأداء مهمّتَين رئيستين، هما إعادة هيبة الدولة، وإجراء الانتخابات المبكرة في مناخ آمن ونزيه، يُمكّن جميع العراقيين من اختيار من يمثّلهم في حكومة مقتدرة ودولة قويّة".
وشدّد على أنّ "أيّ تهاون بشأن هاتين المهمّتين وعلى رأسهما مهمّة إجراء الانتخابات المبكرة مهما كانت الهواجس، سيكون وخيمًا، فصندوق الاقتراع هو الحلّ السلمي الوحيد لإجراء التغيير والإصلاح المنشودَين، والتراجع عن ذلك يعرّض أمن العراقيّين ومستقبل الدولة الى المجهول، ويجعلنا أمام احتمالات مظلمة لا سمح الله".
وحذّر من أنّ "هذا النظام السياسي إذا استمرّ في لغته التوافقيّة وتعميم الفشل وعدم تحديد جهة المسؤوليّة، سينهار حتمًا، وإنّي أُحذّر من انهياره إن لم تكن هناك معالجات جادّة ومسؤولة"، مبيّنًا "أنّنا أمام مرحلة مهمّة وحاسمة من تاريخ العراق الحديث، إمّا أن نكون أمام دولة قويّة وحكومة جريئة قادرة على تحقيق تطلّعات العراقيّين، وإمّا أن نكون أمام مستقبل مجهول يعرّض الجميع إلى مخاطر حقيقيّة".